من هو مستشار ريادة الأعمال؟ وما هي مهاراته ومهامه؟ -الجزء الأول

نستعرض في هذا المقال تعريفَ مستشار ريادة الأعمال ونعدِّد الخدمات التي يقدِّمها ونشرح الفروقات بينه وبين المستشار التقليدي، ونوضح مهاراته ومجالات عمله والتحديات التي يتعرَّض لها في عمله، فتابع معنا السطور الآتية.

من هو مستشار ريادة الأعمال؟

مستشار ريادة الأعمال هو مهني يقدِّم المشورة والتوجيه والدعم للأفراد أو الشركات التي تتطلَّع إلى بدء مشاريعها الريادية أو تنميتها أو تحسينها، وعادةً ما يتمتع هؤلاء المستشارون بالخبرة في جوانب مختلفة من الأعمال، مثل تصميم الاستراتيجيات والتسويق والتمويل والعمليات والإدارة.

يعمل مستشار ريادة الأعمال من كثب مع عملائه لفهم أهدافهم وتحدياتهم وفرصهم، ثم يقدم نصائح وحلولاً مخصَّصة لمساعدة العملاء على تحقيق النجاح في مشاريعهم الريادية، قد تختلف الخدمات المحددة التي يقدمها مستشارو ريادة الأعمال اختلافاً كبيراً، ومنها:

1. تخطيط الأعمال: المساعدة على وضع خطط عمل شاملة، ومن ذلك تحليل السوق والتوقعات المالية والتخطيط الاستراتيجي.
2. أبحاث السوق: إجراء البحوث لتحديد الأسواق المستهدفة، وتحليل المنافسين، وتقييم توجهات مجال العمل لاتخاذ قرارات مستنيرة.
3. الإدارة المالية: مساعدة رواد الأعمال على إدارة شؤونهم المالية، ومن ذلك إعداد الميزانية والتنبؤ المالي وتحديد مصادر التمويل.
4. التسويق والمبيعات: تقديم التوجيه بشأن استراتيجيات التسويق، وبناء العلامة التجارية، وتقنيات البيع للوصول إلى العملاء وإدماجهم.
5. الكفاءة التشغيلية: تقديم المشورة بشأن تحسين العمليات التشغيلية والكفاءة لتحسين الأداء العام للعمل.
6. إدارة المخاطر: تحديد المخاطر المحتملة التي تهدد المشروع وتخفيفها، لضمان الاستمرارية والمرونة في العمل.
7. التواصل وبناء العلاقات: تسهيل التواصل مع المهنيين الآخرين أو المنتورز أو المستثمرين أو شركاء الأعمال المحتملين لتوسيع شبكة رواد الأعمال.
8. استخدام التكنولوجيا: تقديم المشورة بشأن استخدام التكنولوجيا لتبسيط العمليات وتحسين الإنتاجية والحفاظ على القدرة التنافسية في السوق.

قد يعمل مستشار ريادة الأعمال وحده أو مع شركة استشارية، وغالباً ما يستفيد من خبرته ومعرفته لمساعدة العملاء على التغلب على تعقيدات ريادة الأعمال واتخاذ قرارات مستنيرة، والهدف النهائي هو المساهمة في نجاح المشاريع الريادية التي يدعمونها واستمرارها.

ما الفرق بين مستشار ريادة الأعمال والمستشار التقليدي؟

يتشابه مستشارو رواد الأعمال والمستشارون التقليديون في العديد من الأوجه، ولكن توجد بعض الاختلافات الرئيسة في تركيزهم ونهجهم وأنواع العملاء الذين يعملون معهم عادةً، وفيما يأتي بعض الفروق بينهما:

1. قاعدة العملاء

• مستشارو ريادة الأعمال: يعملون مع الشركات الناشئة والشركات الصغيرة ورواد الأعمال الفرديين الذين ما يزالون في المراحل الأولى من تطوير الأعمال أو يسعون إلى إطلاق مشروع جديد.
• المستشارون التقليديون: غالباً ما يعملون مع الشركات والمؤسسات الكبيرة والقديمة التي قد تواجه تحديات تتعلق بالنمو أو الكفاءة أو المسار الاستراتيجي.

2. نطاق العمل

• مستشارو ريادة الأعمال: لديهم نطاق عمل أوسع، يغطي جوانب مختلفة لبدء الأعمال التجارية وتنميتها، ومن ذلك تخطيط الأعمال، واستراتيجية دخول السوق، وعمليات التشغيل المبكرة.
• المستشارون التقليديون: غالباً ما يتخصصون في مجالات محددة مثل الإدارة أو التمويل أو العمليات أو التكنولوجيا، وقد تركز مشاريعهم تركيزاً أكبر على حل تحديات معينة.

3. تحمُّل المخاطر والقدرة على التكيف

• مستشارو ريادة الأعمال: يجب أن يكونوا على دراية بالغموض والمخاطر والتغيير السريع، فالشركات الناشئة ورجال الأعمال غالباً ما يعملون في بيئات ديناميكية متغيرة، وقد يحتاجون إلى التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة.
• المستشارون التقليديون: يعملون عادةً مع مؤسسات أكثر استقراراً ورسوخاً، فينصب التركيز غالباً على تحسين العمليات الحالية بدلاً من التغلب على الشكوك المرتبطة ببدء عمل تجاري جديد.

4. عقود العمل طويلة الأمد وعقود العمل قصيرة الأمد

• مستشارو ريادة الأعمال: يكون عقد العمل قصير الأمد ويعتمد على المشروع، خاصة عند المساعدة في جوانب محددة من إطلاق المشروع أو النمو في مرحلة مبكرة.
• المستشارون التقليديون: يكون عقد العمل طويل الأمد ويشمل علاقات مستمرة مع العملاء، ومعالجة التحديات المستمرة وتوفير الدعم المستمر.

5. العقلية والنهج

• مستشارو ريادة الأعمال: غالباً ما يمتلكون عقلية ريادة الأعمال، ويفهمون التحديات والفرص الخاصة بالشركات الناشئة، وقد يركزون على تعزيز الابتكار والإبداع.
• المستشارون التقليديون: يتبعون نهجاً أكثر تنظيماً وتحليلاً، بالاعتماد على الأطر الراسخة وأفضل الممارسات لمعالجة مشكلات العمل.

6. محدودية الموارد

• مستشارو ريادة الأعمال: يعملون مع العملاء الذين قد تكون لديهم موارد محدودة، ويتطلَّبون حلولاً إبداعية ومُجدية اقتصادياً، وقد يتضمن ذلك إيجاد طرائق لتحقيق الأهداف بميزانيات محدودة.
• المستشارون التقليديون: يعملون مع العملاء الذين لديهم موارد أكبر ومستعدون للاستثمار في الخدمات الاستشارية الشاملة.

تساعد هذه الفروق على التمييز بين مستشاري رواد الأعمال والمستشارين التقليديين، لكن الضروري ملاحظة أنَّ مجال الاستشارات متنوع، وقد يتخطى المستشارون الأفراد هذه الفروقات بناءً على خبراتهم والاحتياجات المحددة لعملائهم.

إضافة إلى ذلك، قد يعمل بعض الاستشاريين مع الشركات الناشئة والشركات القديمة في مراحل مختلفة من حياتهم المهنية.

ما هي المهارات التي يتمتع بها المستشار الريادي الناجح؟

يمتلك مستشارو رواد الأعمال الناجحون مجموعة من المهارات التي تمكِّنهم من التعامل مع المشهد الديناميكي والصعب للشركات الناشئة والشركات الصغيرة.

فيما يأتي المهارات الأساسية التي يتمتع بها مستشار ريادة الأعمال الناجح:

1. عقلية ريادة الأعمال:

يفكر مستشار ريادة الأعمال الناجح كرائد أعمال، ويُظهر مستوى عالياً من الإبداع والقدرة على التكيف والرغبة في تحمل المخاطر المحسوبة؛ إنَّه يفهم التحديات والشكوك المرتبطة بإطلاق الأعمال التجارية وتنميتها.

2. التفكير الاستراتيجي:

القدرة على التفكير الاستراتيجي هي أمر هام جداً، ويمكن للمستشارين الناجحين تحليل المواقف المعقدة وتحديد الفرص وتطوير استراتيجيات قابلة للتنفيذ لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.

3. مهارات التواصل:

يعد التواصل الواضح والفعال أمراً ضرورياً لشرح الأفكار والتوصيات المعقدة للعملاء، ويمكن للمستشارين الناجحين التعبير عن أفكارهم، والإصغاء بعناية إلى العملاء، وتكييف أسلوب تواصلهم مع مختلف الجماهير.

4. حل المشكلات:

يبرع مستشارو رواد الأعمال في حل المشكلات، إذ يمكنهم تحليل التحديات بسرعة وتحديد الأسباب الجذرية واقتراح حلول مبتكرة تتوافق مع أهداف العميل وقيود العمل.

5. المعرفة بمجال العمل:

يعد البقاء على اطلاع بالتوجهات وديناميكيات السوق والتقنيات الناشئة أمراً حيوياً، فيتمتع مستشار ريادة الأعمال الناجح بفهم قوي لمجالات العمل التي يعمل فيها عملاؤه.

6. بناء العلاقات:

يعد بناء شبكة مهنية قوية والحفاظ عليها أمراً هاماً جداً، فيمكن للمستشارين الناجحين ربط عملائهم بالموارد ذات الصلة والمنتورز والمستثمرين وغيرهم من المهنيين للمساعدة على تعزيز النمو والنجاح.

7. الفطنة المالية:

يعد فهم المبادئ المالية والميزانية والتنبؤ المالي أمراً ضرورياً، فيمكن للمستشارين الناجحين مساعدة العملاء على إدارة شؤونهم المالية بكفاءة، واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة، وضمان ممارسات تجارية مستدامة.

8. إدارة المشروع:

غالباً ما يعمل مستشارو ريادة الأعمال في مشاريع ذات جداول زمنية محكومة بزمن قصير ومكونات متعددة، وتُعدُّ مهارات إدارة المشاريع الفعالة، ومن ذلك التخطيط والتنظيم والتنفيذ، ضرورية لتحقيق النتائج في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية.

9. إدارة علاقات العملاء:

يُعدُّ بناء علاقات قوية مع العملاء والحفاظ عليها أمراً حيوياً للعمل مجدداً مع العملاء والحصول على إحالات إيجابية، فيفهم المستشار الناجح احتياجات العملاء ويعزز ثقتهم به ويُظهر القيمة من خلال خبرته وتوجيهاته.

10. الكفاءة التكنولوجية:

من الضروري الإلمام بالتقنيات التكنولوجية والأدوات ذات الصلة، فيجب أن يكون الاستشاريون قادرين على تقديم المشورة للعملاء بشأن اعتماد التكنولوجيا والاستفادة منها لتعزيز عملياتهم التجارية وقدرتهم التنافسية.

11. المعرفة بالتسويق والمبيعات:

يفهم مستشار الأعمال الناجح أساسيات التسويق والمبيعات، فيمكنه مساعدة العملاء على تطوير استراتيجيات فعالة للوصول إلى جمهورهم المستهدف وبناء علامة تجارية وزيادة الإيرادات.

12. الحساسية الثقافية:

يتطلب العمل مع عملاء وفرق متنوعة فهم الحساسية الثقافية وبيئات العمل المختلفة، ويمكن للمستشارين الناجحين تكييف نهجهم للعمل بكفاءة في بيئات مختلفة.

13. التعلم المستمر:

إنَّ مشهد الأعمال متغير، والمستشارون الناجحون يتبنون عقلية التعلم المستمر، ويظلون مطلعين على التوجهات والمنهجيات الجديدة وأفضل الممارسات المتطورة.

يتيح الجمع بين هذه المهارات لمستشاري ريادة الأعمال تقديم الدعم الشامل لعملائهم، ومساعدتهم على التغلب على التحديات واغتنام الفرص للنمو والنجاح.

في الختام

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء الأول من المقال عن تعريف مستشار ريادة الأعمال والمهارات التي يتمتع بها والفرق بينه وبين المستشار التقليدي، وسنتحدَّث في الجزء الثاني والأخير منه عن أهمية المخاطرة في عمله ومجالات عمله والتحديات التي يواجهها.